الإجازة الصيفية

منصة زدني التعليمية

الإجازة الصيفية

أطفالنا والإجازة الصيفية

بقلم الدكتورة فاطمة البريكي

  هل تنفستم الصعداء مع نهاية العام الدراسي أو ليس بعد؟

بالنسبة لي أنا وعائلتي الصغيرة، انتهى العام الدراسي يوم الجمعة (الحمد لله)، وبدأت الإجازة الصيفية.

لم تكن الرحلة سهلة إطلاقًا علينا نحن الأهالي ولا على أطفالنا، ولا على المعلمين والمعلمات بالتأكيد. ما بين مراجعة الدروس، وحل الواجبات، وتنفيذ المشاريع، والمشاركة في الأنشطة اللاصفية، والمسابقات وغير ذلك، بُذلت الكثير من الجهود هنا وهناك، وقد حصدنا ثمار بعض تلك الجهود وما زلنا بانتظار بقية الثمار، ولله الحمد من قبل ومن بعد.

في نهاية كل فصل أو عام دراسي لا بد أن أفكر في الموضوع نفسه:

  • كيف ستمضي الإجازة؟
  • كيف ستقضي بناتي أوقات العطلة؟
  • هل أترك الأمور تسير دون تخطيط للعطلة؟
  • أو أخطط بمشاركتهم باعتدال، وأحملهم مسؤولية التنفيذ، مع إشرافي بالطبع؟

لا أنكر أنني جربت كل هذه الاحتمالات وأكثر، ولكني لم أصل للأفضل لي ولهم.

من جهة أسمع صوت أمي دائمًا وهي تقول لي: (حرام ارحميهم في العطلة)، أو (شو فايدة العطلة إذا بعد فيها دراسة، دخليهم مدرسة طول السنة أحسن)، أو (يا ويلكم من الله تصحونهم من نومهم عشان يدرسون في هالحر والمدارس مخلصة)…

طبعًا سمعتُ هذا التقريع والتوبيخ حين سجلت البنات في دورة لغة فرنسية في مركز قريب من البيت قبل بضع سنوات، وكانت فكرتي هي أن تتقن البنات عدة لغات بدلًا من لغتين، وبدأت بالفرنسية، لكن المركز الذي لم نعد له مرة أخرى بعد تلك التجربة- لم يفتح صف اللغة الفرنسية لقلة عدد المشتركين، وحوّلت الدورة للغة الإنجليزية، وكانت بسيطة جدًا مقارنة بمستوى البنات، ولكننا قلنا “زيادة الخير خيرين”، والمراجعة والتثبيت أفضل من الجلوس في البيت، إلا أنها كانت فعلًا تجربة سيئة ما تزال آثارها مطبوعة في ذاكرة سما وماريا.

ومن جهة أخرى لا أشعر بالرضى حين أرى ميل بناتي المبكر للسهر وقضاء العطلة في التسلية على الأجهزة التي يجدون مائة عذر وعذر لاستخدامها، وأول عذر هو أن كل من حولهم يمسك جهازه طوال الوقت دون رقيب أو حسيب.

ويبدو الأمر أصعب كلما تقدموا في العمر، لذلك أحاول عدم الاصطدام معهم وإظهار الرفض وعدم قبول وجود الجهاز بين أيديهم، لكني أضع مدة محددة لاستخدامه، ثم يجب أن يوضع في مكان متفق عليه بعد ذلك. لا تنجح هذه الطريقة دائمًا، خصوصًا حين نكون في منزل العائلة، ومع وجود الكثير من “الواسطات” هناك، لكن على الأقل أحاول.

لكن أفضل ما يمكن فعله من وجهة نظري -حتى الآن- هو ما أفعله خلال السنة الدراسية نفسها، وهو وضع خطة مرنة للأسبوع، وهي غالبًا متكررة ومعروفة، مع وجود بعض الاستثناءات أحيانًا، وهي خطة بسيطة في كل الأحوال، تعتمد على تعزيز الثوابت، مثل قراءة الورد اليومي من القرآن، وممارسة القراءة والكتابة الحرة ، وممارسة الهوايات من رسم وتلوين وخياطة وأشغال يدوية وغير ذلك، ومشاهدة التلفزيون أو اللعب بالأجهزة اللوحية.

بالنسبة لقراءة القرآن والقراءة والكتابة، فهذان أمران لا خيار فيهما. ربما تتفلّت بعض الأيام منّا، لكن الأصل هو وجودهما في كل يوم. أما ما دون ذلك فحسب ما يتوفر من الوقت، خصوصًا مع وجود الكثير من الواجبات والتكليفات اليومية من بعض المعلمات. في الإجازة الوضع مختلف، إذ يصبح الوقت ملكًا لنا، وعلينا مهمة الإنجاز باستمتاع، ويصبح وجود قائمة محددة أمرًا مساعدًا جدًا في تنظيم اليوم وترتيب الأولويات بالنسبة لكل بنت.

لا أنصح بتكديس كل الأنشطة في كل يوم، بالعكس، الأفضل هو اختيار الأنشطة التي يمارسها الأطفال فعليًا بحب واستمتاع، وتوزيعها على جدول أسبوعي، أو جدول شهري، باعتدال، حتى يتشجع الأطفال لها ولا يستثقلوها، مع وضع المهم بالنسبة لنا ولهم في البداية، وتوزيع كل ما عداه بعد ذلك. مثلًا:

المهم بالنسبة لي هو قراءة القرآن ثم قراءة كتاب جديد، ثم كتابة نص، فهذه أمور لا أتساهل في التفريط فيها، وموقفي هذا معروف عند بناتي، لذلك يتم تثبيتها أولًا قبل أي شيء آخر. ولا أنسى ترك مساحة حرة لهم ، ليقوموا فيها بما يريدونه ضمن الحدود السموحة بالطبع.

عندي نقطة توضيحية بالنسبة للكتابة الحرة.. ماذا أقصد بها؟ ولماذا أهتم بها؟

تساعد الكتابة الحرة الطفل على التفكير في الأفكار، وفي اللغة، وفي الكلمات التي يستخدمها كل مرة في مختلف كتاباته. وتساعد في تحسين خطه (يجب أن تكون الكتابة بخط اليد على دفتر، وليس على جهاز إلكتروني، أو على أوراق تُرمى أولًا بأول، حتى نقارن بين الكتابات ونلاحظ نحن والأطفال التحسن الذي يطرأ بعد الممارسة لفترة محددة).

بالنسبة للقراءة فهي تكون قراءة حرة، صامتة غالبًا، من كتاب ورقي، ولكن قد أطلب منهم القراءة الجهرية أمامي، لأكتشف ما طرأ على مستوى القراءة من تحسن أو تراجع، وكثيرًا ما يحدث هذا الأخير للأسف، مع المتابعة والتوجيه، والأسباب هنا كثيرة ولا مجال للوقوف عليها في هذه المقالة، لكن سأتحدث عنها في مقالة أخرى.

فيما يتعلق بالجدول المقترح يمكنكم تنزيل النموذج المرفق مع هذه المقالة، وهو نموذج قابل للتعديل بحسب ميول وتوجهات كل أسرة وكل طفل.

إذا رغبتم في الحصول على نسخة قابلة للتعديل يمكنكم الكتابة في التعليقات لإرسالها لكم.

نموذج لـ (جدول العطلة الصيفية).

اترك تعليقاً